الحيـــــاة ♥ ♥
في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد كانت الرذائل والفضائل تطوف العالم معا وشعرت بالملل الشديد ذات يوم وكحلٍ لمشكلة الملل المستعصي إقترح "الإبداع" لعبة وأسماها ..الحياة،أحب الجميع الفكرة، وصرخ "الجنون" أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء، ثم اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ العد.. واحد... إثنان.... ثلاثة ،وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء وجدت "الرقة" مكانا لنفسها فوق القمر وأخفت "الخيانة" نفسها في كومة زبالة ، اختفى "الولع" بين الغيوم ومضى "الشوق" إلى باطن الأرض، "الكذب" قال بصوت عال، سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه لقعر البحيرة واستمر "الجنون"...تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل إختباءهـا ما عدا "الحب" كعادته.. لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجئ لأحد فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب
تابع "الجنون" : خمسة وتسعون....... ستة وتسعون وعندما وصل "الجنون" في تعداده إلى مئة
قفز "الحب" وسط شجيرة من الورد.. واختفى بداخلها، فتح "الجنون" عينيه.. وبدأ البحث صائحا : أنا آت إليكم.... أنا آت إليكم
كان "الكسل" أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت "الرقّة" المختفية في القمر و بعدها خرج "الكذب" من قاع البحيرة مقطوع النفس وأشار على "الشوق" أن يخرج من باطن الأرض وجدهم "الجنون" جميعا، واحدا بعد الآخر ما عدا الحب كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن "الحب"... ثم اقترب منه "الحسد" وهمس في أذنه "الحب" مختف في شجرة الورد، التقط "الجنون" شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب، ظهر "الحب" وهو يحجب عينيه بيديه .. والدم يقطر بين أصابعه
صاح "الجنون" نادما: يا الهي ماذا فعلت؟
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه "الحب": لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ما تستطيع
فعله لأجلي كن دليلي
وهذا ما حصل من يومها يمضي "الحب الأعمى"... يقوده "الجنون"